الوصول لأرض الموعد



نزاع وفراق وبركة :
عاد أبرام وزوجته ولوط معهم ليسكنوا فى الأرض التى وعد الرب بها أبرام أن يملِّكها له . وكان من المفروض أن يعيشوا سعداء . فقد كان أبرام ولوط أغنياء جداً .. لكن ما حدث يعلمنا أن السعادة لا ترتبط بالغنى . فقد تشاجر يوماً رعاة أبرام مع رعاة لوط ، حتى اضطر أبرام ولوط أن يفترقا فاختار لوط أرض سدوم وعمورة . وبقى أبرام فى أرضه وفضل أن يعيش فى سلام .. لذلك ظهر له الرب وباركه اقرأ ( تك 13 : 14 ـ 18 ) .
شهامة أبرام: ( تك 14 : 1 ـ 16 )
فى أيام أبرام قامت حرب كبيرة تحالف فيها 5 ملوك ضد 4 ملوك .. وتبدأ القصة بالملك كدرلعومر ملك مدينة عيلام الذى كان قوياَ قادر على أن يهزم أى ملك ، وكانت العادة أن الملك المهزوم يدفع الجزية ( عطية مالية كبيرة ) للملك المنتصر فى كل سنة . ولشدة قوته كانت هناك 5 مدن كبيرة منها سدوم ( التى يسكن فيها لوط ) كانت تدفع له الجزية لمدة 12 سنة . فى السنة 13 تمرد هؤلاء الملوك على الملك كدرلعومر ورفضوا دفع الجزية . لكن لأن الملك كدرلعومر ملك قوى جداً ، فقد اتفق مع 3 ملوك أخرى فى السنة الـ 14 وهاجم الخمسة ملوك المتمردين وهزمهم  ، أسر منهم الكثيرين . وكان لوط وبيته من ضمن الأسرى .
هرب أحد الناجين الذين كانوا يعرفون أن أبرام هو عم لوط وقصوا عليه ما حدث . فقام أبرام بكل شهامة وأخذ 318 رجل من عبيده وخرج للقاء جيش كدرلعومر . وأعانه الرب فانتصر على الجيش القوى وحرر الأسرى .
نتائج الشهامة : ( تك 14 : 17 ـ 24 )
التقى أبرام بشخص مهم جداً فى الكتاب المقدس كله .. هو ملكى صادق . يقول عنه الكتاب أنه ملك ساليم ، وأنه كاهن للعلى .. ونعلم أنه رمز للسيد المسيح . وباركه وقال له " مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض . ومبارك الله العلي الذي اسلم أعداءك في يدك " عندئذ قدم أبرام العشور من كل الغنائم التى أخذها من الملوك المهزومين .
التقى أيضاً أبرام بعد انتصاره على كدرلعومر وجيوشه بملك سدوم وملك عمورة وباقى الملوك المهزومين وفكر ملك سدوم فى كيف يكافئ أبرام. فقال له أن يأخذ كل الغنائم ( الأشياء التى أخذوها من المدن المهزومة ) . لكن رد أبرام كان مختلفاً ، فقد أعلن أنه لن يأخذ أى شئ ولو كان خيطاً أو شريطاً للحذاء . لكنه ترك الرجال الذين معه يأخذون نصيبهم .
يقول الكتاب أن بعد هذه الأمور أن محادثة تاريخية جرت بين الرب وأبرام فى رؤيا ظهر له فيها :
الرب
أبرام


الرب



أبـــرام

لا تخف يا أبرام أنا ترس لك ، أجرك كثير جداً
أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماض عقيما ومالك بيتي هو اليعازر الدمشقي ، انك لم تعطني نسلا  وهوذا ابن بيتى ( أى خادم بيتى ) وارث لى
لا يرثك هذا .. بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك
ثم أخرجه إلى خارج و قال انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها و قال له هكذا يكون نسلك
فآمن بالرب فحسبه له براً .
الرب

أبرام
الرب

أبرام



أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها
أيها السيد الرب بماذا أعلم إني أرثها ؟
خذ لي عجلة وعنزة وكبشا عمر كل منها 3 سنوات ويمامة و حمامة
أخذ هذه كلها و شقها من الوسط و جعل نصف كل واحد مقابل صاحبه وأما الطير فلم يشقه ، فنزلت الجوارح على الجثث وكان أبرام يبعدها
ولما صارت الشمس إلى المغيب وقع على أبرام سبات وإذا ظلمة عظيمة واقعة عليه .
الرب


اعلم يقينا أن نسلك سيكون غريبا في أرض ليست لهم و يستعبدون لهم فيذلونهم أربع مائة سنة ، ثم الأمة التي يستعبدون لها أنا أدينها وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة ، وأما أنت فتمضي إلى آبائك بسلام و تدفن بشيبة صالحة. و في الجيل الرابع يرجعون إلى هنا لأن ذنب الأموريين لم يكتمل الى الآن .
 ثم غابت الشمس فصارت العتمة وإذا تنور دخان و مصباح نار يجوز بين تلك القطع
في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقا ( أى عهداً ) قائلا لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات
نسل إبراهيم : لقد وعد الرب أبرام عدة مرات بأن يكون له نسل يرث الأرض ، لكن أبرام لم يكن يعلم كيف سيحقق له الرب الوعد .. ففكرت ساراى بعد مرور 10 سنوات فى أرض الموعد ، أن يتزوج أبرام من جاريتها وينجب لها طفلاً قد يحقق به الرب الوعد . وهذا ما حدث فقد تزوج أبرام من هاجر جارية ساراى التى أنجبت له ابناً سماه إسماعيل .
لكن الرب ظهر لأبرام مرة أخرى وكرر له وعده  بأن يكون له نسل من ساراى ( تك 17 : 15 ) هو الذى يرث الأرض ، وفى هذه المرة يا أصدقائى غير الرب اسم أبرام إلى إبراهيم ، وساراى إلى سارة .
وفى إصحاح 18 من سفر التكوين نقرأ عن ثلاث ضيوف عند إبراهيم يقدمون له وعداً محدداً . بأنه خلال سنة سوف تنجب سارة طفلاً ، وأنه لاشئ يستحيل على الرب لأن سارة ضحكت فى نفسها .
خلال هذه السنة وحتى مولد إسحق حدثت عدة أحداث هامة هى :
1 نظر الرب إلى سدوم وعمورة ورأى الشر العظيم فقرر أن يهلك المدينة بالنار ، وأعلن الأمر لإبراهيم . فوقف إبراهيم أمام الله يتشفع لأجل أهل سدوم وعمورة ، ليتحنن الله عليهم ولا يعاقبهم . وقد وعده الرب بأن يعفو عن المدينة كلها إذا وجد فى المدينة 50 شخص صالحين
( حسب طلب إبراهيم ) أو حتى 40 أو 30 أو 20 أو 10 .. لكن الواضح أن الرب لم يجد فى المدينة 10 أفراد لا يهلك المدينة من أجل صلاحهم . فأرسل الرب ملاكين لكى يخرجا لوط من المدينة هو وأسرته ثم أحرقاها بالنار . وفى أثناء هروب لوط وزوجته وبنتيه نظرت زوجة لوط للمدينة فصارت عمود ملح ، فقد كان الملاكان قد حذراهم من النظر للخلف . وخرج من لوط ( نتيجة خطيئة ابنتيه معه ) شعبين لهما تاريخ طويل مع شعب الرب فيما بعد هما شعب موآب وشعب بنى عمون . ( تك 19 : 30 ـ38 )
2 قرر إبراهيم أن يرحل من المدينة التى كان يسكنها إلى مدينة جرار وكرر خطأ مصر مرة أخرى وقال عن سارة أنها أخته وأخفى أنها زوجته.. لذلك طلبها أبيمالك ملك جرار لتكون له زوجة.  لكن الرب ظهر لأبيمالك ، وحذره من أن تكون سارة زوجة له فهى زوجة إبراهيم ، وعليه أن يردها لإبراهيم ليصلى من أجله ويباركه .

الرحلة مع الله


سار أبرام فى الرحلة حيث قاده الرب إلى أرض كنعان على بعد 400 ميل إلى الجنوب من حــــاران . وأول منطقة وصل إليها أبرام هى أرض شكيم وكان يسكنها الكنعانيون . وظهر الرب  لأبرام  فى هذا الموضع وقال له ( سأعطى هذه الأرض لذريتك ) ( تك 12 : 7 ) ففرح أبرام وبنى هناك مذبح للرب . ثم انتقل أبرام من هذا الموضع إلى جزء آخر يسمى بيت إيل وهناك أيضاً نصب أبرام مذبح للرب ودعا باسمه . وأخيراً استقر أبرام في النقب أي في الجنوب .
النزول إلى مصر :
لقد سار أبرام وفق إرادة الله فخرج من أرضه دون أن يعرف الأرض التى سوف يسكن فيها وعندما وصل إلى هناك فرح وكان يذكر الله دائماً بأن يقدم الذبائح التى تعبر عن شكره لله . لكن الكتاب المقدس يقدم لنا مفاجأة عندما يعلن عن مجاعة حدثت فى هذه الأرض التى دعا الرب أبرام لكى يسكنها ويملكها …… ولم تكن هذه المجاعة بسيطة بل كانت شديدة حتى أن أبرام ( إبراهيم ) قرر أن ينزل فى رحلة خاصة إلى مصر ( حيث كانت توجد وفرة فى المراعى للغنم ووفرة فى الغذاء له ومن معه ) .
لاحظوا يا أصدقائى أن الرب لم يأمر أبرام بأن يذهب إلى مصر ، كذلك فإن أبرام لم يستشر الرب فى هذه الرحلة ، لكنه قرر السفر من نفسه كحل للمشكلة التى يواجهها .
متاعب الرحلة : عندما اقترب أبرام من أرض مصر .. فكر فى أمر هام جداً وهو أن زوجته ( ساراى ) كانت جميلة جداً ، فخاف أن يقوم المصريون عليه ويقتلوه لكى يأخذونها منه . فقرر أبرام مرة أخرى وبدون رأى الرب أن يقول عن ساراى زوجته أنها أخته ، ويكذب على المصريين .ليس هذا فقط بل طلب منها هى الأخرى أن تقول لكل من يسألها أنها أخت أبرام وليست زوجته ( لاحظ أن أبرام أخفى نصف الحقيقة فقد كانت ساراى أخته من أبيه لكن باقى الحقيقة أنها زوجته )
وعندما وصل أبرام إلى أرض مصر .. حدث ما كان يخاف منه فقد اندهش المصريون من جمال ساراى زوجة أبرام . كذلك اندهش رؤساء بيت فرعون ( ملك مصر ) فأخذوا ساراى لكى تنضم إلى نساء القصر بعد أن عرفوا أنها أخته . وأعطوا أبرام عطايا كثيرة من الغنم والبقر والحمير والعبيد
( ذكور ) والإماء ( إناث ) . لقد كانت هذه هى أول المتاعب بسبب قرارات أبرام الصادرة بدون مشورة الرب . وقد امتدت المتاعب أيضاً إلى بيت فرعون .. فقد سمح الرب أن تأتى عليه هو وأهل بيته بعض البلايا والنكبات ، بسبب ساراى زوجة أبرام . لأن فرعون كان ينوى أن يتزوجها
لذلك استدعى فرعون أبرام وطلب منه أن يأخذ زوجته ويرحل من أرض مصر هو وكل ممتلكاته فخرج أبرام وزوجته ولوط ابن أخيه وكل ممتلكاتهما وعادا مرة أخرى إلى بيت إيل المكان الذى بنى فيه مذبحاً ودعا هناك باسم الرب .

حياة ابراهيم ودعوته


حياته ونسبه
لقد عاش أبرام فى الجزء الأول من حياته مع أبيه فى ( اور الكلدانيين ) ، على نهر الفرات في جنوبي العراق وهي مسقط رأس أبرام بن تارح من نسل سام ابن نوح . وقد كانت هذه المدينة عظيمة فى الحضارة والتجارة والثقافة مما يعنى أن أبرام تربى تربية جيدة وتعلم فى جو من الثقافة الرائعة . وقد تزوج أبرام من ساراى وهى أخته من أبيه ( تكوين 20 : 12 ) وقد كانت ساراى عاقراً ( أى غير قادرة على الإنجاب ) 
اختيار الله ودعوته
لقد اختار الله أبرام ودعاه دعوة خاصة لكى يترك أرضه وعشيرته ( أى أهله ) ويذهب مع الرب إلى أرض غريبة يريها له الرب وأعطاه وعداً بأن يجعله أمة كبيرة ويباركه ويعظم اسمه .
طاعة إبراهيم : بالرغم من أن أبرام لم يكن يعرف تفاصيل الرحلة إلا أنه أطاع الرب ووثق فى وعده . وبدأت الرحلة التى كانت مكونة من أبرام وأبيه تارح وزوجته ساراى وابن أخيه لوط . وقد جمع أبرام كل مقتنياته وممتلكاته من مواشى وأغنام وعبيد . وبدأت الرحلة بقيادة تارح أبيه وقد ارتحل  مسافة 600 ميل إلى الشمال الغربي من أور ، واستقروا في حاران على أحد روافد نهر الفرات ( تك 11 : 26-32 ) . واستقر تارح فى حاران نظراً لظروفه الصحية . وهناك مات تارح والد أبرام ، لكن الله لم يُنهى الرحلة مع أبرام بل استمر الله فى الدعوة واستمر فى قيادة أبرام بعد وفاة والده إلى الأرض التى كان يقصد أن يعطيها له ولنسله من بعده ( أرض كنعان ) 


مقدمة عهد الاباء


مقدمة :-

 لقد خلق الله الإنسان على صورته ( تك 1 :26 و 27) فى المعرفة والبر والقداسة والحق ( أفسس 4 : 22و23 ) ، وأراد الله أن تكون له علاقة شخصية وشركة قوية مع آدم .
وبالرغم من ذلك لم يحافظ آدم وحواء على هذه الميزة التى ميزهما بها الله ، وكسرا وصاياه عندما أكلا من شجرة معرفة الخير والشر . الأمر الذى أدى إلى انفصال الإنسان عن الله ودخول الخطية إلى الأرض التى خلقها الله .
ومع ازدياد عدد الناس على الأرض زاد شرهم وتنوع ( تك 1:6 ) ، ولما رأى الله أن شرور الناس كثرت تأسف فى قلبه ( تك 6:6 ) وقرر أن يمحو الإنسان الذى خلقه مع كل أنواع الحيوانات والزواحف وطيور السماء .
ولكن فى وسط كل الناس الأشرار ، نال نوح رضى الرب ووجد نعمة فى عينيه لأنه كان باراً فى زمانه . لذلك دعاه الرب أن يبنى لنفسه فُلك ( سفينة بمقاييس معينة ) . وأن يدخل فيه مع كل من يقبل الدخول . وكانت النتيجة أن دخل الفلك نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم ( 8 أفراد ) وذكر وأنثى من كل أنواع الحيوانات و7 أزواج من الحيوانات الطاهرة ( التى يمكن أن تقدم منها ذبائح ) ويقول العلماء أن عدد الحيوانات التى دخلت الفلك كان تقريباً 45000 حيوان .
وأغرق الرب كل الأرض بطوفان ، هلكت فيه جميع الكائنات الحية الموجودة على الأرض ولم ينجو سوى من دخل الفلك . وبعد خروجهم وبعد أن زاد عدد الناس على الأرض عادوا مرة آخرى يفعلون الشر فى عينى الرب . فقد أراد الناس تخليد اسمهم بأن يبنوا لأنفسم مدينة وبرج رأسه فى السماء ( تك 11 : 4 ) وكان عقاب الله فى هذه المرة أخف من السابقة فقد أكتفى بأن يبلبل ألسنتهم ( أى جعل كل مجموعة تتكلم بلغة مختلفة ) . فتفرقوا عن العمل الذى كانوا يعملونه ، إذ كان من الصعب أن يفهم بعضهم البعض .
وعاد الله من جديد يبحث عن إنسان يبدأ معه علاقة شخصية ويكون هو إلهه الشخصى ويحقق من خلاله خطته الرائعة للإنسان
ووقع اختيار الله  على أبينا إبراهيم : لذلك تعالوا معاً نرى من هو إبراهيم وكيف سار مع الله فتميزت حياته وغيرت مجرى التاريخ كله .

ما هى قصة شعب

قصة شعب هى قصة شعب الله وهى مأخوذه من مادة الكتاب المقدس ( العهد القديم )