مقدمة عهد الاباء


مقدمة :-

 لقد خلق الله الإنسان على صورته ( تك 1 :26 و 27) فى المعرفة والبر والقداسة والحق ( أفسس 4 : 22و23 ) ، وأراد الله أن تكون له علاقة شخصية وشركة قوية مع آدم .
وبالرغم من ذلك لم يحافظ آدم وحواء على هذه الميزة التى ميزهما بها الله ، وكسرا وصاياه عندما أكلا من شجرة معرفة الخير والشر . الأمر الذى أدى إلى انفصال الإنسان عن الله ودخول الخطية إلى الأرض التى خلقها الله .
ومع ازدياد عدد الناس على الأرض زاد شرهم وتنوع ( تك 1:6 ) ، ولما رأى الله أن شرور الناس كثرت تأسف فى قلبه ( تك 6:6 ) وقرر أن يمحو الإنسان الذى خلقه مع كل أنواع الحيوانات والزواحف وطيور السماء .
ولكن فى وسط كل الناس الأشرار ، نال نوح رضى الرب ووجد نعمة فى عينيه لأنه كان باراً فى زمانه . لذلك دعاه الرب أن يبنى لنفسه فُلك ( سفينة بمقاييس معينة ) . وأن يدخل فيه مع كل من يقبل الدخول . وكانت النتيجة أن دخل الفلك نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم ( 8 أفراد ) وذكر وأنثى من كل أنواع الحيوانات و7 أزواج من الحيوانات الطاهرة ( التى يمكن أن تقدم منها ذبائح ) ويقول العلماء أن عدد الحيوانات التى دخلت الفلك كان تقريباً 45000 حيوان .
وأغرق الرب كل الأرض بطوفان ، هلكت فيه جميع الكائنات الحية الموجودة على الأرض ولم ينجو سوى من دخل الفلك . وبعد خروجهم وبعد أن زاد عدد الناس على الأرض عادوا مرة آخرى يفعلون الشر فى عينى الرب . فقد أراد الناس تخليد اسمهم بأن يبنوا لأنفسم مدينة وبرج رأسه فى السماء ( تك 11 : 4 ) وكان عقاب الله فى هذه المرة أخف من السابقة فقد أكتفى بأن يبلبل ألسنتهم ( أى جعل كل مجموعة تتكلم بلغة مختلفة ) . فتفرقوا عن العمل الذى كانوا يعملونه ، إذ كان من الصعب أن يفهم بعضهم البعض .
وعاد الله من جديد يبحث عن إنسان يبدأ معه علاقة شخصية ويكون هو إلهه الشخصى ويحقق من خلاله خطته الرائعة للإنسان
ووقع اختيار الله  على أبينا إبراهيم : لذلك تعالوا معاً نرى من هو إبراهيم وكيف سار مع الله فتميزت حياته وغيرت مجرى التاريخ كله .